الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية الإعلام التونسي في عنق الزّجاجة

نشر في  18 مارس 2015  (10:20)

نذ الاستقلال والى أواخر 2010 تعامل الرئيس بورقيبة ثم بن علي مع الإعلاميين باعتماد مبدأ الترغيب والترهيب أو العصا والجزرة (Le baton et la carotte).
إذ كانت الإذاعات والتلفزات في خدمة السلطة دون سواها في حين كانت الصحف إمّا أبواقا للمدح أو أصواتا تسعى الى تغيير الواقع، أو لسان حال للمعارضة..  في تلك الفترة تعدّدت المحاكمات وتمّ تعنيف الإعلاميين المعارضين لكن الإعلام لم يخدم أبدا رجال الأعمال ولم تكن مسألة «البوز» مطروحة أصلا.. في ذلك الزمان كانت المكافآت بإهداء منزل أو تقديم شيء من المال في حين كان العنف أو الافلاس أو المحاكمات في انتظار الإعلاميين المعارضين.
وانطلاقا من أواخر 2010 تغير الإعلام تغيرا جذريا، إذ ضخت أموال في هذا القطاع لفائدة بعض المنشطين فوقع اختراق بعض المؤسسات الإعلامية من قبل الأحزاب أو المهربين بل ان قلّة منها حصلت على أموال مشبوهة تدفقت من الخارج!
ومع أنّي ضدّ سجن الصحفيين التونسيين في كل ما له علاقة بحرية التعبير أرى أنّ البعض من الاعلاميين لعبوا دورا سلبيّا واضحا عندما خدموا الأشخاص والأحزاب المتطرّفة وكذلك عند استضافة المتشدّدين والارهابيين حتى أننا شاهدنا وسمعنا متطرفين من ليبيا في منابر عدّة وتلفزات واذاعات.. لقد كانوا يحاولون تلميع صورتهم وتبييض غاياتهم، وذلك من خلال توظيف الدين.. فمن قرّر بث مثل هذه البرامج التي تمسّ من الأمن القومي ومن قدّم اغراءات مالية على حساب استقرار تونس؟ ومن هم الإعلاميون والمنشطون الذين تواطؤوا مع المهربين والمتطرّفين الدينيين، علما انّ بعض وسائل الإعلام تشكو أزمات مالية خانقة ساهمت في اركاع أصحابها للمال القذر..
وبعيدا عن القضايا العدلية، من المفروض أن تعقد جلسات بين نقابة الصحافيين وجامعة مديري الصحف ونقابة أصحاب القنوات التلفزية والمحطات الإذاعية للاتفاق على بعض المسائل الهامة  مثل إقصاء الارهابيين وأنصارهم والفاسدين واصدقائهم من المشهد الإعلامي، كما انّ على «الهايكا» ان تتعامل بكل صرامة مع بعض المنشطين الذين باتوا يخدمون مصالح تضرّ بأمن تونس واستقرارها..

أخبار الجمهورية